|
بين موقع الاعتصام والشريط الشائك. (اسماعيل صبراوي) |
دخان لحجب الدبابات الاسرائيلية خلال الاعتداء على المعتصمين في مارون الراس. (أحمد منتش) |
بنت جبيل – هند خريش:
رغم محاولات القوى الأمنية وافراد لجنة الانضباط التابعين للجنة "مسيرة العودة" منع المعتصمين من الاقتراب من الشريط الشائك عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، والالتزام للتجمع في مكان الاعتصام فقط، لم يكن نصيب هؤلاء من المعتصمين الا الرشق بالحجارة مراراً. وامتنع المعتصمون عن الامتثال للأوامر مرتين، الأولى الثانية عشرة والدقيقة الـ50 والثانية الأولى والدقيقة الـ40 ، وفي المرتين حاولت القوى الامنية اجبارهم على التراجع عبر اطلاق النار في الهواء. أما المرة الثالثة فكانت الثانية والدقيقة الخامسة عندما اتجه المعتصمون بكثرة الى الشريط الشائك ضاربين عرض الحائط أوامر التراجع، ورشقوا بالحجارة والعصي والاعلام هذا الشريط ومحيطه، عندها خرج الجنود الاسرائيليون من خلف الأشجار وفتحوا النار من رشاشاتهم في اتجاه المتقدمين من الشريط، وأصابوا في أول دفعة عشرين شخصاً بينهم من صعقوا من الشريط أو أصيبوا بالرصاص فقضى على الفور أربعة منهم. ونقلت سيارات الاسعاف الجرحى والقتلى الى مستشفى صلاح غندور والمستشفى الحكومي في مدينة بنت جبيل، حيث مالبث أن ارتفع عدد القتلى الى خمسة، فيما نقل ستة جرحى الى مستشفيات الجنوب لخطورة اصاباتهم.
وفي حين استمرت المواجهات في مارون الراس متقطعة بين الاسرائيليين والمعتصمين، سرعان ما استقدمت تعزيزات عسكرية إسرائيلية الى الجهة المقابلة، واعلنت منطقة عسكرية مغلقة. واستمر الوضع متوتراً الى ما بعد الرابعة والدقيقة الـ40 عندما وصلت وحدات من فوج المغاوير واللواء الحادي عشر في الجيش. وأجرت "اليونيفيل" اتصالات حثيثة لاحتواء الوضع وانهاء الاعتصام وتفريق المعتصمين من قرب السياج الشائك، أدت الى توقف الاسرائيليين عن اطلاق النار على المعتصمين. وبعيد الخامسة عصراً، طوق الامر واطلقت القوى الامنية التي كلفت معالجة الموضوع القنابل الدخانية والمسيلة للدموع لتفريق نحو الفي شخص كانوا لايزالون قرب الشريط . وارتفع عدد الجرحى الى 119 بينهم عشر اصابات خطرة، اضافة الى 10 ضحايا، إثر محاولة المعتصمين إخلاء الجرحى من قرب الشريط فانهمر عليهم الرصاص الاسرائيلي.
الاعتصام
وكان توافد الى الاعتصام ألوف الفلسطينيين والناشطين وشخصيات سياسية وحزبية لبنانية وفلسطينية أبرزهم النائب حسن فضل الله الى ناشطين أجانب.ونقلت 700 حافلة المشاركين من سائر المناطق اللبنانية إلى أقرب نقطة من مارون الراس قبل الوصول سيرا الى المكان المخصص للاعتصام، رافعين العلم الفلسطيني وأكثر من 300 لافتة تحمل أسماء البلدات الفلسطينية التي احتلت عام 1948 ، إضافة الى لوحة إعلانية عملاقة كتب فيها بالعبرية والعربية والإنكليزية: "الشعب يريد العودة الى فلسطين"، وفي وسطها خريطة لانتشار اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية ولبنان.
و انتشر المعتصمون على مساحة 10 آلاف متر مربع من الطرق والمواقف، وتجمعوا حول المنصة المخصصة للمهرجان الذي قدم له كاظم حسن، واستهل بصلاة الظهر الجماعية وبتلاوة آيات قرآنية. وبعد النشيدين اللبناني والفلسطيني رفعت الراية، والقى عضو اللجنة التحضيرية الدكتور عبد الملك سكرية كلمة. ثم كلمة "لجنة دعم المقاومة في فلسطين" ألقاها الشيخ عبدالله حلاق وركز فيها على 7 نقاط ابرزها عدم التنازل عن اي شبر من أرض فلسطين ورفع شعار عودة اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم.
ثم كانت كلمات لممثلي الشباب الفلسطيني سيف الدين موعد ويوسف رحمه ورامي قمر، ووزع نص كتاب مفتوح الى الأمين العام للامم المتحدة بان كي - مون بواسطة قوات "اليونيفيل". وأطلقت بالونات تحمل ألوان العلم الفلسطيني وعبارة "أنا عائد"، قبل تقدم المعتصمين في اتجاه الشريط الشائك ووقوع اصابات وتفاقم الوضع، مما أوقف فعاليات المهرجان وارفض الاعتصام بعد تطور الامور.
أسارتا
وأعلن القائد العام لـ"اليونيفيل" الجنرال البرتو اسارتا في بيان أنه "في ضوء الانتكاسة الخطرة للوضع قرب مارون الراس اليوم والتي ادت الى خسائر مأسوية في الارواح، قمت شخصيا بالاتصال بقيادات الأطراف كافة ودعوتهم الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس للحؤول دون وقوع اصابات اخرى".وقال: "هناك حاجة ضرورية الى اتخاذ خطوات امنية ملموسة على الأرض وانا كلي ثقة بأن جهودنا ستساعد على عودة الهدوء ومنع حصول اي حوادث اخرى على طول الخط الازرق، وان اليونيفيل تحافظ على وجود لقواتها على الارض من أجل دعم القوات المسلحة اللبنانية وفقا لولايتها المنصوص عليها في قرار مجلس الامن الرقم 1701”.
وأكد ان "اليونيفيل" على اهبة الاستعداد لتقديم اي مساعدة تطلبها القوات المسلحة اللبنانية في اطار التعاون والتنسيق معها".
قيادة الجيش
وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الاتي:"على رغم التدابير المشددة التي اتخذتها وحدات الجيش اللبناني في منطقة مارون الراس لمواكبة تجمع المحتشدين في مناسبة يوم النكبة، اقدمت قوات العدو الاسرائيلي على اطلاق النار في اتجاه التجمع المذكور، مما ادى الى استشهاد عشرة من المحتشدين واصابة 112 اخرين بجروح مختلفة، بعضهم في حال الخطر، نقلوا الى المستشفيات المجاورة.
وقد وضعت قوى الجيش في حال استنفار قصوى، كما قامت بإجراء التنسيق اللازم مع القوة الدولية لمنع تمادي العدو باستهداف الجموع وانتهاكه السيادة اللبنانية
Annahar 16-5-2011".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire