5/17/2011

مسيرة العودة" الـ 63 إلى مشارف الأرض المحتلة خضبتها دماء 10 ضحايا و119 جريحاً


بين موقع الاعتصام والشريط الشائك. (اسماعيل صبراوي)
دخان لحجب الدبابات الاسرائيلية خلال الاعتداء على المعتصمين في مارون الراس. (أحمد منتش)
الذكرى الثالثة والستون للنكبة خضبتها اسرائيل بدم المدنيين المسالمين على اختلاف أعمارهم وجنسياتهم، محولة اعتصام مارون الراس إحياء لـ"مسيرة العودة" مجزرة حصدت أكثر من 10 ضحايا و119 جريحاً.
بنت جبيل – هند خريش:
رغم محاولات القوى الأمنية وافراد لجنة الانضباط التابعين للجنة "مسيرة العودة" منع المعتصمين من الاقتراب من الشريط الشائك عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، والالتزام للتجمع في مكان الاعتصام فقط، لم يكن نصيب هؤلاء من المعتصمين الا الرشق بالحجارة مراراً. وامتنع المعتصمون عن الامتثال للأوامر مرتين، الأولى الثانية عشرة والدقيقة الـ50 والثانية الأولى والدقيقة الـ40 ، وفي المرتين حاولت القوى الامنية اجبارهم على التراجع عبر اطلاق النار في الهواء. أما المرة الثالثة فكانت الثانية والدقيقة الخامسة عندما اتجه المعتصمون بكثرة الى الشريط الشائك ضاربين عرض الحائط أوامر التراجع، ورشقوا بالحجارة والعصي والاعلام هذا الشريط ومحيطه، عندها خرج الجنود الاسرائيليون من خلف الأشجار وفتحوا النار من رشاشاتهم في اتجاه المتقدمين من الشريط، وأصابوا في أول دفعة عشرين شخصاً بينهم من صعقوا من الشريط أو أصيبوا بالرصاص فقضى على الفور أربعة منهم. ونقلت سيارات الاسعاف الجرحى والقتلى الى مستشفى صلاح غندور والمستشفى الحكومي في مدينة بنت جبيل، حيث مالبث أن ارتفع عدد القتلى الى خمسة، فيما نقل ستة جرحى الى مستشفيات الجنوب لخطورة اصاباتهم.
وفي حين استمرت المواجهات في مارون الراس متقطعة بين الاسرائيليين والمعتصمين، سرعان ما استقدمت تعزيزات عسكرية إسرائيلية الى الجهة المقابلة، واعلنت منطقة عسكرية مغلقة. واستمر الوضع متوتراً الى ما بعد الرابعة والدقيقة الـ40 عندما وصلت وحدات من فوج المغاوير واللواء الحادي عشر في الجيش. وأجرت "اليونيفيل" اتصالات حثيثة لاحتواء الوضع وانهاء الاعتصام وتفريق المعتصمين من قرب السياج الشائك، أدت الى توقف الاسرائيليين عن اطلاق النار على المعتصمين. وبعيد الخامسة عصراً، طوق الامر واطلقت القوى الامنية التي كلفت معالجة الموضوع القنابل الدخانية والمسيلة للدموع لتفريق نحو الفي شخص كانوا لايزالون قرب الشريط . وارتفع عدد الجرحى الى 119 بينهم عشر اصابات خطرة، اضافة الى 10 ضحايا، إثر محاولة المعتصمين إخلاء الجرحى من قرب الشريط فانهمر عليهم الرصاص الاسرائيلي.

الاعتصام
وكان توافد الى الاعتصام ألوف الفلسطينيين والناشطين وشخصيات سياسية وحزبية لبنانية وفلسطينية أبرزهم النائب حسن فضل الله الى ناشطين أجانب.
ونقلت 700 حافلة المشاركين من سائر المناطق اللبنانية إلى أقرب نقطة من مارون الراس قبل الوصول سيرا الى المكان المخصص للاعتصام، رافعين العلم الفلسطيني وأكثر من 300 لافتة تحمل أسماء البلدات الفلسطينية التي احتلت عام 1948 ، إضافة الى لوحة إعلانية عملاقة كتب فيها بالعبرية والعربية والإنكليزية: "الشعب يريد العودة الى فلسطين"، وفي وسطها خريطة لانتشار اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية ولبنان.
و انتشر المعتصمون على مساحة 10 آلاف متر مربع من الطرق والمواقف، وتجمعوا حول المنصة المخصصة للمهرجان الذي قدم له كاظم حسن، واستهل بصلاة الظهر الجماعية وبتلاوة آيات قرآنية. وبعد النشيدين اللبناني والفلسطيني رفعت الراية، والقى عضو اللجنة التحضيرية الدكتور عبد الملك سكرية كلمة. ثم كلمة "لجنة دعم المقاومة في فلسطين" ألقاها الشيخ عبدالله حلاق وركز فيها على 7 نقاط ابرزها عدم التنازل عن اي شبر من أرض فلسطين ورفع شعار عودة اللاجئين الى ديارهم وممتلكاتهم.
ثم كانت كلمات لممثلي الشباب الفلسطيني سيف الدين موعد ويوسف رحمه ورامي قمر، ووزع نص كتاب مفتوح الى الأمين العام للامم المتحدة بان كي - مون بواسطة قوات "اليونيفيل". وأطلقت بالونات تحمل ألوان العلم الفلسطيني وعبارة "أنا عائد"، قبل تقدم المعتصمين في اتجاه الشريط الشائك ووقوع اصابات وتفاقم الوضع، مما أوقف فعاليات المهرجان وارفض الاعتصام بعد تطور الامور.

أسارتا
وأعلن القائد العام لـ"اليونيفيل" الجنرال البرتو اسارتا في بيان أنه "في ضوء الانتكاسة الخطرة للوضع قرب مارون الراس اليوم والتي ادت الى خسائر مأسوية في الارواح، قمت شخصيا بالاتصال بقيادات الأطراف كافة ودعوتهم الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس للحؤول دون وقوع اصابات اخرى".
وقال: "هناك حاجة ضرورية الى اتخاذ خطوات امنية ملموسة على الأرض وانا كلي ثقة بأن جهودنا ستساعد على عودة الهدوء ومنع حصول اي حوادث اخرى على طول الخط الازرق، وان اليونيفيل تحافظ على وجود لقواتها على الارض من أجل دعم القوات المسلحة اللبنانية وفقا لولايتها المنصوص عليها في قرار مجلس الامن الرقم 1701”.
وأكد ان "اليونيفيل" على اهبة الاستعداد لتقديم اي مساعدة تطلبها القوات المسلحة اللبنانية في اطار التعاون والتنسيق معها".

قيادة الجيش
وأصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الاتي:
"على رغم التدابير المشددة التي اتخذتها وحدات الجيش اللبناني في منطقة مارون الراس لمواكبة تجمع المحتشدين في مناسبة يوم النكبة، اقدمت قوات العدو الاسرائيلي على اطلاق النار في اتجاه التجمع المذكور، مما ادى الى استشهاد عشرة من المحتشدين واصابة 112 اخرين بجروح مختلفة، بعضهم في حال الخطر، نقلوا الى المستشفيات المجاورة.
وقد وضعت قوى الجيش في حال استنفار قصوى، كما قامت بإجراء التنسيق اللازم مع القوة الدولية لمنع تمادي العدو باستهداف الجموع وانتهاكه السيادة اللبنانية
Annahar 16-5-2011".



ارسال طباعة تصغير الخط تكبير الخط


مخيمات عين الحلوة والبص والجليل
شيّعت 6 سقطوا في مارون الراس

محمد سالم في مخيم البص. (اسماعيل صبراوي) ... وحشود تشييع العضو في "حماس" خليل محمد في مخيم الجليل في بعلبك امس. (وسام اسماعيل)
شيّعت مخيمات عين الحلوة والمية ومية والبص في الجنوب والجليل في بعلبك ستة من شبانها سقطوا في مسيرة "حق العودة" الى ارض مارون الراس اول من أمس، وعلى بعد امتار من اراضي اجدادهم التي يحلمون باستعادتها من الاسرائيليين منذ 63 عاما.
وافاد مراسل "النهار" في صيدا انه وسط اضراب عام واجواء من الغضب والحداد شيع في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جثامين ثلاثة شبان سقطوا قبالة الشريط الشائك مع الاراضي الفلسطينية التي تحتلها اسرائيل، هم من حركة "فتح" محمد ابرهيم ابو شليح (19 عاما) وعبد الرحمن سعيد صبحة (20 عاما) وعماد ابو شقرا (18 عاما) وحملت النعوش على الاكف وسط تظاهرة حاشدة جابت الشارع الرئيسي في المخيم وشارك فيها وفد من قيادة "حزب الله" يتقدمه محمود قماطي وحسن حدرج وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عبدالله عبدالله وممثلون للنائبة بهية الحريري والنائب السابق اسامة سعد.
وام المصلين الشيخ محمد اسماعيل في جامع الفاروق، وانطلقت مسيرة المشيعين الى مقبرة درب السيم وسط اطلاق نار في الهواء وهتافات تدعو الى المقاومة وتحرير الارض. والقى حدرج وعبدالله وسعد والشيخ "ابو شريف" الانصارى كلمات استنكرت "المجزرة الاسرائيلية بحق المشاركين في مسيرة العودة في مارون الراس".
ودعت مجلس الامن الى "معاقبة اسرائيل"، واكدت "حق الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات في العودة الى دياره وتقرير مصيره ومقاومته المشروعة لتحقيق اهدافه".
وفي صيدا عاد سعد الجرحى في مستشفى لبيب الطبي ومستشفى حمود الجامعي، وبينهم ثلاثة من شباب "التنظيم الشعبي الناصري" هم رامي قدورة ومحمد المزين، وعبد القادر المصري كذلك عادهم رئيس بلدية صيدا سابقاً عبد الرحمن البزري. واستنكر مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان والشيخ عفيف النابلسي "اقدام القوات الاسرائيلية على اطلاق النار".
وذكر مراسل "النهار" في صور ان المخيمات شيعت ضحيتين من مسيرة "حق العودة" في مارون الراس في مخيم البص (صور) وشيع محمد احمد سالم (17 عاما) الى مثواه في جبانة صور وشارك النائب عبد المجيد صالح وممثلون للفصائل و"امل" و"حزب الله".
وفي مخيم البرج الشمالي (صور) شيع محمد سمير صالح (17 عاما)، وشارك في التشييع النائب نواف الموسوي وكرم سكافي ممثلا الامين العام لـ"تيار المستقبل" احمد الحريري.
واطلقت خلال التشييع رمايات غزيرة من اسلحة رشاشة.
وافاد مراسل "النهار" في بعلبك ان اهالي مخيم الجليل الفلسطيني شيعوا العضو في حركة "حماس" خليل احمد محمد (20 عاما) وسط اقفال وحداد عام لف المخيم وزغاريد النساء ودموعهن ونثر الارز.
وانطلق الموكب من امام منزل ذويه في المخيم وحمل الجثمان على الاكف ملفوفا بعلم "حماس" وتقدمته الاعلام الفلسطينية والاكاليل. وشارك النائب كامل الرفاعي، قائمقام بعلبك عمر ياسين والمسؤول عن "حزب الله" في البقاع "النائب السابق محمد ياغي وممثلون للفصائل والاحزاب.
وجاب الموكب شوارع المخيم، وادت ثلة عسكرية التحية العسكرية لمحمد واطلقت 21 طلقة نارية.
والقى رئيس "رابطة علماء فلسطين" في لبنان الشيخ بسام كايد كلمة اعتبر فيها ان "الشهداء الـ11 الذين سقطوا في مارون الراس سطروا ملحمة جديدة في الشهادة من ابطال المخيمات والشتات".

17-5-2011

Aucun commentaire: