5/16/2010

ثقافة الاختيار في زمن التنمية والانماء

<b>

ثقافة الاختيار في زمن التنمية والانماء
الفترة الحالية السابقة للعمليات الانتخابية ( البلدية والاختيارية) يمكن وضعها تحت عنوان الزمن الملائم ل"ممارسة وتنمية ثقافة الاختيار" لدى المواطن اللبناني.
ما هي المعايير التي ينبغي على المواطن اللبناني أن يبني بموجبها فعل اختياره.
1-هل يعتمد معيار العائلية التي هي شكل من أشكال القبلية القائمة على رابطة القرابة الدموية ، بغض النظر عن المصلحة العامة والخير العام؟
2-هل يعتمد معيار الحزبية ، وخاصة الحزبية الضيقة التي لا يتعدى نطاقها الدائرة الطائفية أو الزعاماتية ، وما أكثر هذا الشكل من الحزبية في لبنان .إذ لم نصل بعد الى مفهوم الحزبية المتنوعة المنفتحة على مختلف الطوائف والعائلات الروحية في لبنان. بحيث تبدو الاحزاب مع الاسف قبائل موسعة ، لا أحزابا ، كغيرها من الاحزاب في العالم، عندها برامج تطال كافة ميادين الحياة ، السياسي منها والاقتصادي والتشريعي والتربوي والثقافي وغير ذلك.
3- هل يعتمد معيار المصلحة العامة والخير العام ، قبل المصلحة الخاصة أو الفئوية، وتقديم القيم وحقوق الانسانالاساسية مثل العدالة والمساواة والحرية على ما يناقضها من ظلم وتمييز واستغلال وفساد وغيرها من العيوب القاتلة للمجتمع؟
4- هل يعتمد معيار الكفاءة التي ينبغي أن تتوفر في المرشح من مستوى علمي واختصاص ومناقبية مهنية ومفهوم صحيح للخدمة العامة؟
أين نحن اليوم من هذه الثقافة لكي يأتي اختيار اللبنانيين سليما وصحيحا لممثليهم في توجيه سفينة الوطن ، بدءا بالدائرة الصغرى ،من خلال وظيفة المختار ورئيس البلدية وأعضائها ؟
- هل يستطيع اللبناني أن يميّز بين اختياره السياسي من جهة واختياره البلدي والاختياري من جهة أخرى؟ فالاول ينبغي أن يكون موجها نحوالتشريع ، بينما الثاني نحو الانماء والتنمية. وفي كل الاحوال يجب أن يكون التنافس في كل منهما تنافسا نحو تحقيق الافضل للمواطن والدولة المدنية العلمانية العادلة والديمقراطية .
أذا قلنا أنماء وتنمية فذلك يشمل بصورة عامة الانسان والبيئة، بما فيها:
-البيت
-الارض والثروة الحرجية
-الماء
- الطاقة
- الطرقات
-الصحة العامة والاستشفاء والصرف الصحي ..
- الانتاج الزراعي والصناعي 
-التراث والثقافة الشعبية ،
- نضيف اليها ايضا التربية والتعليم المرتبط بالتنمية ( المدرسة المهنية ) والسجلات الخاصة بالنفوس والعقارات وسواها من الاملاك المنقولة وغير المنقولة.
هذه كلها يجب أن تنتقل العناية بها من العصر العثماني الى عصر المعلوماتية الالكترونية ،والجيل الرقمي ( ديجيتال جنريشن) باعتماد ادوات الارشفة الحديثة السريعة والشاملة .
هذه الاوضاع الجديدة تتطلب وسائل جديدة وطرق عمل جديدة وأشخاصا جددا وعقليات جديدة.
فلا يجوز مطلقا الدخول في الالفية الثالثة بعقليات ووسائل الالفيتين السابقتين ،اذا كنا لا نريد التخلف بكل أشكاله.
في قراءة سريعة وبسيطة للواقع العين إبلي وبالتالي لواقع كل بلدية لبنانية يمكن التوقف على الاولويات الانمائية التالية :
-ألارض أو العقارات :من الثابت تاريخيا أن مكانة عين إبل وثروتها المادية والتراثية قامت يالدرجة الاولى على اتساع رقعتها الجغرافية وتنوعها وملاءمتها للانتاج الزراعي الذي كان يقوم به رجال أشداء قاوموا الطبيعة الجافة واستثمروها على افضل ما يكون .اليوم وبعد بوار الارض وابتعاد الانسان عنها واهمالها لمدة جاوزت نصف قرن فكاد أصحابها لا يعرفون حدودها ، نتساءل اي مصير لهذه الثروة الضخمة ( حوالي 11 كيلو متر مربع ) التي باتت عرضة للقضم والبيع الرخيص والعشوائي لاول من يطلب شراءها ، مهما كانت هويته ومشربه .
من يحصي هذه الارض ويتعرف على مالكيها الحقيقيين ويحافط على رزق الغائب والمهاجر والفقير والضعيف منهم ويحميها من الطامعين ؟.
من يحميها ويعيد اليها "نظام النوطرة" او الحراسة الاهلية المنظّمة، التي كانت تقوم عليها قوة عين إبل وهيبتها المعنوية والاقتصادية ؟
من يقوم بتصنيف هذه الاراضي الواسعة ـ تصنيفا جغرافيا متخصصا – ويحدد وظيفة كل منها وفقا لصلاحية كل منها سواء للسكن أو الزراعة أو الصناعة أو التجارة وغير ذلك مما يتبعها من تصنيع الانتاج الزراعي واستصلاح اراضي جديدة .وتحديد نسبة البيع منها وغير ذلك .....
- الماء والينابيع والابار الارتوازية:قامت ثروة عين إبل في الماضي في جزء منها على ينابيعها وبركها الطبيعية والاصطناعية.وكانت تصل الى نوع من الاكتفاءالذاتي حتى في سنوات الشح الشديد.ولكنها اليوم رهينة للمصادر الخارجية، على الرغم من وجود اكثر من بئر ارتوازية واحدة.ارتهان يشير الى فقدان الاستقلالية والتعرض المحتمل الى الهشاشة في الاستمرار على قيد البقاء في الظروف القاسية . فما هي الحلول لعدم الانزلاق في خطر فقدان أهم عنصر من عناصر الوجود؟
- الكهرباء : في الماضي كان يقال عن الرجل الذي يهتم بأمور أهل بيته الاساسية : "جحش مي جحش حطب " ، اي انه كان عليه أن يوفر بالكد والتعب "الماء والنار" أهم عنصرين للبقاء على قيد الحياة لنفسه ولأهل بيته.فاليوم لا وضع الماء سليم ولا وضع النار أو الطاقة .كهرباء الدولة في أزمة مستمرة ليست بعيدة عن السياسات المرتبطة بالفساد والهيمنة.والازمة تبدو مرشحة للاستمرار الى أجل غير مسمّى.لماذا لا يتم التفكير بتوليد الطاقة بالوسائل التي توفرها الطبيعة الغنية من خلال الشمس والهواء (الطاقة الايوليينية ) وهي في كل حال لا تخزل من يحك دماغه لاستثمارها بالتقنيات الحديثة؟
- الطرقات والمصارف الصحية: عين إبل لم تصل بعد من حيث البنى التحتية الى مستوى بلدية بل لا تزال قرية ريفية شبه بدائية، في وقت بلغ معظم سكانها درجة من الرقي والتمدن.فما عدا التمديدات الكهربائية والمائية التي تمت على مراحل بدائية منذ حوالي نصف قرن لم تتطور البلدة كما كان مفترضا بها . كما لم تواصل جهدها الاهلي والمحلي الذي تفوقت فيه على سواها من البلدات في القرنين الماضيين.فعلى نفقاتهم وجهودهم الخاصة ، غير متكلين على أحد، شق أبناء عين إبل الطرقات التي تصلهم بالمحيط، ورمموا ينابيعهم وبركهم الطبيعية والاصطناعية.اليوم يمكنهم العودة الى هذا المبدأ ، كما يمكنهم الافادة من التقديمات التنموية التي توفرها القوات الدولية والموسسات اسوة بسواهم من اهل القرى المجاورة الذين يعرفون الافادة منها تحت شروط المتابعة والعلاقات الذكية والناشطة.
- الاتصالات في البلدية العالمية:نقول اليوم ومن غير مبالغة ان العالم اصبح قرية او بلدية عالمية.يمكنني أن أقيم في بيروت او في مونتريال او في باريس او الكويت او اي مكان اخر في العالم ولكن قلبي وبيتي واملاكي في عين إبل .وهذا يجب الا يعني أني غادرت البلدة او فقدت فيها حقوقي وواجباتي.لا فرق بين مقيم وغير مقيم الا بواجب الخدمة . فمن حق غير المقيم الاقتراع والمشاركة في الانماء.ومن واجب المقيم احترام حقوق الغائب وعدم التعدي على ارزاقه وممتلكاته. كما من واجب الجميع التواصل فيما بينهم بالوسائل الحديثة لتأمين المشاركة التي تقتضيها الديمقراطية سواء كانت ممارستها عن قرب او عن بعد.لذلك من واجب كل بلدية أن تضع في سلم اولوياتها تطوير ادوات التواصل ( انترنت ومواقع الكترونية تفيد عن كل شاردة تعني البلدية ) بين المقيم وغير المقيم من ذوي الحقوق، باعتباره مالكا لمنزل او عقار او لمجرد صاحب سجل نفوس ينتظر الفرصة السانحة للعودة الى مسقط رأسه وأرض اجداده.أن مفهوم الاقامة والاغتراب مثل مفهوم المواطنة قد تغير بفعل وسائل الاعلام الحديثة. لذلك يجب اعادة النظر بحقوق المغتربين وتوفير كل ما يلزم لمساركتهم من خلال الاقتراع عن بعد في كل العمليات الانتخابية .
- أن رسالة عين إبل كانت على مر الزمان ثقافية حضارية في محيط ريفي ويجب أن تبقى من خلال تعزيز دور المدارس فيها والمؤسسات والنوادي الاجتماعية والثقافية والسياحة الراقية والترفيه السليم والبريء.
- ويبقى الامل وطيدا بأن تعكس الهيئتان الاختيارية والبلدية المقبلتان بعد أيام قليلة صورة عين إبل الحقيقية، فلا يحتلها الجهل والامية والتعصب بما لا يليق بالصورة التاريخية البهية لعين إبل عروس الجنوب ،وابنة لبنان الكبير وبكر شهدائه الابرار في ايار 1920،وموطئ اقدام المسيح ورسله الاولين طهرا وايمانا وسلاما.


2 commentaires:

Bassam a dit…

ce blog pt etre partager ??
si oui je vx le portager avec ainebel group ?

Libanius a dit…

Bassam Tu es autorisé à titre d'auteur.Tu peux essayer de le partager